لبنانيات >أخبار لبنانية
هل ستتكرر تجربة التمديد العسكرية في انتخاب رئيس الجمهورية؟
الجمعة 29 12 2023 10:10جنوبيات
يبني سياسيون لبنانيون سيناريوهات افتراضية تنطلق جميعها من واقعة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لتكرارها في انتخاب رئيس للجمهورية، على قاعدة حصول اتفاق سياسي بين أكثرية نيابية تفرض رئيساً جديداً، وبذلك يحصل أما التحاق المعترضين بمشروع التسوية، أو تصل إلى إتمام الانتخاب من دون تأثير أصوات المعترضين.
يذهب هؤلاء بعيداً في الحديث عن مبادرة سيُطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، لكن لم يصدر أيّ كلام صريح عن عين التينة يشير إلى نيّة رئيس المجلس الإعلان عن مبادرة ما، علماً أن بري يتوق لرعاية حوار وطني مُنتج.
ولنفترض أن برّي يتحضّر للإعلان عن حراك سياسي متجدّد، فما الذي تغيّر عن المرحلة الماضية التي تمّ خلالها رفض مبادرة عين التينة الحوارية؟.
يقول السياسيون أنفسهم في مجالسهم أن هناك تقارباً بين بري و حزب "القوات اللبنانية" ظهرت مؤشراته في الجلسة التشريعية الأخيرة، وهو ما يشير إلى إمكانية تكرار تلك التجربة.
لكن لا يمكن أن يكون هذا المؤشر كافياً، بدليل أن معراب التي دأبت في السنوات الماضية على مديح رئيس المجلس، عملت على إجهاض مبادرات بري وآخرها التي كان لوّح بها في الأشهر القليلة الماضية.
يكرّر رئيس حزب "القوات" سمير جعجع حلو الكلام بحق برّي ضمن إشاداته اللافتة به، ويعطي الضوء الأخضر لنائبه جورج عدوان الذي يفتح خطوط تواصل مع رئيس المجلس النيابي، بقيت أثارها في الشكل، لأن "القوات" لم تسلّف عين التينة يوماً، لا عبر انتخابه رئيساً للمجلس، ولا بحضور حوار دعا إليه، ولا بإقراضه فلساً سياسياً واحداً في أي زمن مضى.
لذلك يُمكن الاستنتاج أن تعاون بري وجعجع لن يرقى إلى حدود حوار يُفضي إلى نتائج رئاسية، طالما أن رئيس المجلس يتمسّك بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مقابل رفض معراب انتخابه.
وعليه، لا يمكن تكرار تجربة جلسة التمديد لقائد الجيش التي تختلف مقاربتها عن مسار انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يُطيح بأي فكرة حوار مطروحة لا تستند إلى تنازل احد الفريقين عن رأيه.
توحي كلُّ المعطيات أنّ الداعمين لانتخاب فرنجيّة لا زالوا ثابتين عند ترشيحهم، لتأتي التطورات الميدانية الحدودية وفي غزة تفرض عليهم التمسك برئيس "المردة" لأسباب محلية وإقليمية.
يعتقد الداعمون لفرنجيّة انه حاجة لهم أكثر من أي وقت مضى، في حالتي الحرب والتسوية، لا بل سيكون وصوله إلى بعبدا جزءاً من مشروع التسوية المقبلة بعد جلاء غبار المعارك الدائرة.
لذلك، لا يمكن انتظار أي حوار وطني جامع أو ثنائي أو ثلاثي مُنتج قبل انتهاء الحرب في غزة، وبالتالي لا يوجد أي معطى يؤشر إلى وجود نيّات سياسية للتعاطي ايجابياً مع ملف انتخاب رئيس للجمهورية.